الأربعاء، 2 مايو 2012

لا تأكل نفسك

********************************
 
 يقول جون جوزيف : قرحة المعدة لا تأتي مما تأكله ، بل مما يأكلك .
 إنه القلق والاكتئاب والهم والحزن هم ما يأكلون المرء منا ! .

 فالقلق يسبب توتر الأعصاب واعتلال المزاج .. وتوتر الأعصاب يحول العصارة
 الهاضمة في المعدة إلى عصارات سامة تنهش جدرانها  فتصيبها بالقرحة ، وكثيرا من الأطباء يُرجع بعض الأمراض كالسكر وبعض أمراض  القلب وبعض أمراض المخ إلى القلق والاكتئاب
 والخوف من المجهول . إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا هي أن نُسلم هذه النفس إلى القلق
 والاكتئاب ومشاعر الإخفاق والإحباط .

كثير منا يقفون مكتوفي اليد أمام أول عقبة تعترض طريقهم ، فيُسيلون الدمع
مدرارا ، ويكتنفهم الحزن والألم ،  وكأنهم ينتقمون من أنفسهم بالهم والأرق والاكتئاب .

 وبالرغم من أن عجلة الحياة تدور .. إلا أننا كثيرا ما نقف عند لحظات التعاسة
والشقاء ، ولا نعبرها إلى أيام السعادة والهناء ..
 نأخذ نصيبنا من الألم كاملا ولا نصبر حتى ننال حظنا من السعادة .. ونأكل أنفسنا  في شراهة عجيبة ! .

 كل البشر يواجهون مشاكل وعراقيل ، لكن تعاملهم مع هذه المشاكل هو الذي يحدد معدن الرجال ، وعمق نضجهم .
 إن مما يروى من حكم الأولين أن ( لا تغضب من شيء لا تستطيع تغييره( 
 إن عقبات الحياة لا يجب أن نقابلها بضيق وقلق ، بل نأخذها على أنها دروس نتعلم  منها .

 لقد طبقت هذا الأمر في حياتي وهالني حجم الفوائد التي تعود علي منه ، فكل تجربة
 غير موفقة هي درس ،  وأي خسارة يجب أن نأخذها على أنها مصل يقوينا ضد أزمات الحياة . 


 ودروس الحياة ليست بالمجان ، لذا فلا تتأفف وتحزن حينما تدفع تكاليف تلك  الدروس ، بل كن واعياً نبيهاً ، وتقبل عن طيب نفس أن تدفع الضرائب نظير ما أخذت وتعلمت . 

وليكن ثأرك الحقيقي من ملمات الحياة ومشكلاتها هو النجاح الكاسح ، فلا ترضى  بسواه بديلا ،
 ليكن ردك على الخسائر بتكرار المحاولة وعدم اليأس .

أما البكاء والقلق والخوف فتلك بضاعة قليلي الحيلة والضعفاء ، اتركها لهم .. و  لينعموا بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق