بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى : ({ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} )) الروم: 21.
اختيار الشريك
يعتبر اختيار شريك الحياة أمراً مفصلياً في حياة الرجل أو المرأة، لأن الزواج هو أهم قفزة في النضوج الاجتماعي للإنسان، فهو مرحلة انتقالية من المراهقة وعدم المسؤولية، إلى مرحلة الوعي وتحمل المسؤولية، ومن خلاله يتكامل الإنسان ويمضي في دوره الذي رسمه الله تعالى له.
ولهذا فإن اختيار الشريك يعني بالدرجة الأولى اختيار شخص من المفترض أنه سيرافق الإنسان إلى آخر العمر، وسيؤتمن على الأسرار الشخصية والحياة الخاصة، وسيكون الأب أو الأم للأولاد.فلهذه الأمور وغيرها اكتسبت مسألة اختيار الشريك الأهمية الكبرى وقد أضاء عليها الشرع المقدس ناصحاً في آن، ومحذراً في آنٍ آخر، وواضعاً الخطوط العريضة لحسن الاختيار في الرجل والمرأة؛ ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد، وليس لامرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لطالحتهن: وأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها"1.
وفي الرواية عن داود الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فإن كنت لابد فاعلاً فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق".
ألا إن النساء خلقن شتَّى فمنهنَّ الغنيمةُ والغرامُ
ومنهن الهلال إذا تجلَّى لصاحبه ومنهنَّ الظلامُ
فمن يظفر بصالحهن يسعد ومن يُغبَن فليسَ لهُ انتظام"2.
ومنهن الهلال إذا تجلَّى لصاحبه ومنهنَّ الظلامُ
فمن يظفر بصالحهن يسعد ومن يُغبَن فليسَ لهُ انتظام"2.
كذلك من جانب المرأة، حيث عليها أن تلتفت إلى صفات الرجل الذي يتقدم إليها، فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه"3.
من هي الزوجة المناسبة؟
إن الحرص على اختيار الزوجة ناشىٌ من عدة اعتبارات أهمها
أ - أن الزوجة هي الأم المستقبلية، وإن للأم أثراً جليا في نقل الصفات حسنها أو قبيحها إلى شخصية الولد، فلا بدَّ للزوج أن يكون حريصاً على حسن الاختيار بين النساء ليختار الوعاء الطاهر الذي يضع فيه نطفته التي ستصبح فيما بعد فرداً له دوره، ومكانته المهمَّة في مجتمعه.
ب - أن الزوجة هي السند المستقبلي للرجل، وبقدر ما تجعل حياته داخل الأسرة مستقرة وسكناً كما تعبر الآية الكريمة بقدر ما يكون دوره فاعلاً ومؤثراً خارج الأسرة.
ومن هنا فلا بدَّ للزوج من أن يلتفت إلى عدد من الصفات التي ينبغي أن تتوفر في زوجة المستقبل ومن أهمها:
1- ذات الدين: فالصفة الأولى التي لا بد للرجل من أن يلحظها في شريكة مستقبله وحياته، هي التدين والالتزام بالأحكام الشرعية، فقد وصفت الروايات المرأة التي ينبغي الزواج منها بأنها (ذات الدين) ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذاتِ الدين"4.
2- ذات التدبير: ينبغي للرجل أن يلتفت إلى صفات الزوجة وتدبيرها، ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطعام، التي إن أنفقت، أنفقت بمعروف وإن أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك من عمال الله وعامل الله لا يخيب (ولا يندم)"5، وقد نهت الرواية عن اختيار الحمقاء،فقد ورد عن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم وتزوج الحمقاء، فإن صحبتها ضياع وولدها ضياع"6.
3- ذات المنبت الحسن: والمقصود بالمنبت الحسن أن تكون قد نشأت في عائلة وبيئة إجتماعية تتصف بالصفات الخلقية الحسنة، وفي الرواية عن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول االله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء"7.
ينبغي ملاحظة بيئتها الإجتماعية التي تعيش فيها، أين تربَت وأخذت تعاليمها؟ الأجواء التي عاشتها، ما هي أفكارها وقناعاتها؟ ما هي البيئة الاجتماعية التي تربّت فيها، أو البيئة المدرسية التي تخرجت منها، أو بيئة القرية والحي والبلد الذي تعيش فيه، فكلها عناصر مؤثرة في شخصية الإنسان.ثم إن عائلتها ستكون جزءً من عائلة الأولاد فيما بعد، وسيكونون من العناصر المؤثرة في توجيه وتربية الأولاد، فضلاً عن تأثير الوراثة فيهم، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهن"8.
ينبغي ملاحظة بيئتها الإجتماعية التي تعيش فيها، أين تربَت وأخذت تعاليمها؟ الأجواء التي عاشتها، ما هي أفكارها وقناعاتها؟ ما هي البيئة الاجتماعية التي تربّت فيها، أو البيئة المدرسية التي تخرجت منها، أو بيئة القرية والحي والبلد الذي تعيش فيه، فكلها عناصر مؤثرة في شخصية الإنسان.ثم إن عائلتها ستكون جزءً من عائلة الأولاد فيما بعد، وسيكونون من العناصر المؤثرة في توجيه وتربية الأولاد، فضلاً عن تأثير الوراثة فيهم، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهن"8.
4- التي تميل إليها: أي التي تختارها، وتعجب بشخصيتها، لا التي يفرضها عليك أحد أو تعجب الآخرين ولا تعجبك، لأنها في نهاية المطاف ستكون في منزلك وليس في منزل الآخرين، وفي الرواية أن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام قال له: إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوَي أرادا غيرها، قال: "تزوج التي هويت ودع التي هوى أبواك"9.مع الالتفات إلى عدم جرح مشاعر الأهل بطريقة الرفض، فلا بد وأن تكون بطريقة لينةٍ وسلسةٍ لا تسبِّبُ أذيةً لهما.
الصفة الأرجح
هذه الصفات بمجملها يلاحظها الرجل عندما يريد أن يقدم على الزواج، وكلها منطقية ومهمة، ولكن الأرجح بينها كلها صفة الالتزام والتدين، فلا يرجح غير المتدينة على المتدينة لجمالها مثلاً، بل التدين هو المرجّح الأساسي، فلو تخير المرء بين امرأة جميلة ولكن غير ملتزمة، وامرأة عادية ملتزمة، فالإسلام يدعو في هذه الحالة إلى اختيار المتديّنة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها"10.وفي رواية أخرى عنها: "تُنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين"11.
هذه الصفات بمجملها يلاحظها الرجل عندما يريد أن يقدم على الزواج، وكلها منطقية ومهمة، ولكن الأرجح بينها كلها صفة الالتزام والتدين، فلا يرجح غير المتدينة على المتدينة لجمالها مثلاً، بل التدين هو المرجّح الأساسي، فلو تخير المرء بين امرأة جميلة ولكن غير ملتزمة، وامرأة عادية ملتزمة، فالإسلام يدعو في هذه الحالة إلى اختيار المتديّنة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها"10.وفي رواية أخرى عنها: "تُنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين"11.
من تختارين من الرجال؟
كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في شريك المستقبل، ومن هذه الصفات:
1- الملتزم: فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"12.فتدين الرجل من أول الشروط التي ينبغي النظر فيها من قبل المرأة، لأن التدين يحفظها على كل حال، وهذا ما أشارت له الرواية، فقد روي أنه جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"13.
كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في شريك المستقبل، ومن هذه الصفات:
1- الملتزم: فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"12.فتدين الرجل من أول الشروط التي ينبغي النظر فيها من قبل المرأة، لأن التدين يحفظها على كل حال، وهذا ما أشارت له الرواية، فقد روي أنه جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"13.
وعندما نتحدث عن التدين فمن البديهي أن لا يكون من أهل الخمر والسكر، فقد أكدت الكثير من الروايات أن لا يزوج الرجل ابنته من شارب للخمر، كالرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهلٍ أن يزوج إذا خطب"14.
وعلى المرأة أن تلتفت إلى خطورة هذا الزواج، لأن تعليق الآمال على شارب الخمر أمر لا طائل منه، فقد حذرت الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام أشد التحذير: "إياك أن تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا"15، والإمام يلفت بهذا إلى آثار وتداعيات مثل هذا الزواج.
وعلى المرأة أن تلتفت إلى خطورة هذا الزواج، لأن تعليق الآمال على شارب الخمر أمر لا طائل منه، فقد حذرت الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام أشد التحذير: "إياك أن تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا"15، والإمام يلفت بهذا إلى آثار وتداعيات مثل هذا الزواج.
2- حسن الخُلق:إذا فسرنا التديّن أنه الإيمان النظري الذي يُترجم في مظهر الإنسان من خلال القيام بالعبادات وبعض التصرفات (الصلاة، الصوم، اللحية، الخ...)، فإن هذا لن يكون كافياً، وعلينا أن نلتفت إلى أخلاقه التي تظهر من خلال عمله وسلوكه ويبرز في العلاقات مع الناس وعند الاختبار، يجب ملاحظة التدين والأخلاق في آن معاً، لأن ذلك يساعد على الاطمئنان إجمالاً إلى أن هذا الزواج يمكن أن يكون ناجحاً وموفقاً.
وفي الرواية عن حسين البشار قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: إن لي ذا قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ فقال: "لا تزوجه إن كان سيئ الخلق"16.
وفي الرواية عن حسين البشار قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: إن لي ذا قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ فقال: "لا تزوجه إن كان سيئ الخلق"16.
هل الفقر حجة لرفض الرجل؟
يجيب الله تعالى عن هذا السؤال في كتابه الكريم بقوله: ﴿وَأَنْكِحُواالْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾17.
يجيب الله تعالى عن هذا السؤال في كتابه الكريم بقوله: ﴿وَأَنْكِحُواالْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾17.
والآية إخبار من اللَّه تعالى الذي وسعت قدرته كل شيء وهو عالم بكل شيء، إنه عز وجل يمنَّ بفضله وكرمه على أولئك الذين يقدمون عن الزواج، وبالتالي فالحالة المادية للرجل قبل الزواج ليست هي الحالة النهائية، بل يتأمل أن يوفّق بعد الزواج، كما تفيد هذه الآية الكريمة.وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ﴾18 وقال: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾"19-20.
تأثير الحب قبل الزواج
كثير من الناس يعتقدون أن الحب قبل الزواج له تأثير على الزواج وعلى نتائج الزواج، هذه نظرة خاطئة. لنعرف أولا ما هو الحب؟ الحب هو حالة استئناس تنشأ بين الطرفين لأسباب موجودة في ذهن كل طرف تجاه الآخر، هو أحبها لأنه أُعجب بالصفات الموجودة فيها، رأى منطقها بالكلام محبب، شكلها الجميل محبب، الخ.
كثير من الناس يعتقدون أن الحب قبل الزواج له تأثير على الزواج وعلى نتائج الزواج، هذه نظرة خاطئة. لنعرف أولا ما هو الحب؟ الحب هو حالة استئناس تنشأ بين الطرفين لأسباب موجودة في ذهن كل طرف تجاه الآخر، هو أحبها لأنه أُعجب بالصفات الموجودة فيها، رأى منطقها بالكلام محبب، شكلها الجميل محبب، الخ.
وجد فيها صفات فتعلق بها، هي كذلك وجدت فيه فارس أحلامها لصورة في ذهنها، عندما رأت هذا الشخص انطبع في ذهنها مجموعةمن الصور التي تستأنس بها، فتولدت حالة استئناس، هذه الحالة يعبر عنها بالحب.لكن هذا النوع من الحب ليس ضماناً لنجاح الزواج، فنجد بعض الأحيان حباً عمره خمس سنوات، ولكن الزواج يفشل، لماذا؟ لأنه عند الزواج وبعد هذا الاحتكاك، اكتشف في الآخر خلاف الصورة التي اعتقدها في البداية. عرف أن تصوره المبدئي كان وهمياً فانهار الحب ومعه الزواج. الخطأ في الحب سببه التوجه لناحية واحدة وينسى النواحي الأخرى، فيصطدم بالنواحي الأخرى التي هي جزء لا يتجزأ من شخصية الطرف الآخر، عندها تتولد الكراهية وردات الفعل السلبية.
بالمقابل يحدث زواج من دون معرفة كل طرف بالآخر، فيتعرف على الصفات العامة التي أشرنا إليها، يتحدّث معه في البداية فيتضح وجود استئناس إجمالي، فيحدث الزواج، والحب غير موجود، بعد خمس سنوات نجد أن الحب كبر جداً بينهما، لماذا كبر مع أنه لم يكن موجوداً؟ السبب الأساسي هو الاحتكاك الذي جعل كل طرف يكتشف معدن الطرف الآخر، ويستأنس به، ويراه في صورة جميلة، وكلما تحسنت الصورة بنظر الآخر كلما ازداد الحب مع الزمن، لذلك إذا قال شخص أحسسنا بعد عدة سنوات أننا نحب بعضنا أكثر من كل المدة السابقة أثناء الزواج، فهذا طبيعي مع نمو المعرفة والاحتكاك والإعجاب.
فالحب يتولد بشكل طبيعي، وليست الزوجية المبنية على حب مسبق هي التي تستمر، ولا الحياة الزوجية المبنية على عدم وجود حب هي التي تستمر، الذي يستمر هو المبني على صفات متعددة موجودة في الآخر تؤدي إلى انطباعات إيجابية في الذهن فتولد حالة عاطفية وشعورية ايجابية.
*الزواج الناجح, نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية, ط1، 2006م-1427هـ--ص:17-25.
1- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1182.
2- مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص199.
3- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
4- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
5- مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص200.
6- بحار الأنوار، ج100، صفحة 237، ح35.
7- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1183.
8- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1183.
9- مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص237.
10- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
11- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
12- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
13- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1182.
14- مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص204.
15- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1183.
16- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1183.
17- النور:32.
18- النساء:130.
19- النور:32.
20- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج2، ص1181.
مواصفات الزوجة المثالية
أ ـ مواصفات دينية ومعنوية
إنَّ من الأهمية بمكان أن تكون الزوجة ذات دين يعصمها عن الخطأ والخطيئة ، ويزرع في وعيها العقيدة الصحيحة والآداب السامية التي ستنقلها بدورها إلى أبنائها ، ولأجل ذلك حرم الإسلام الزواج من المشركات ، قال تعالى : « ولا تَنكِحُوا المُشرِكاتِ حتى يُؤمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤمِنةٌ خَيْرٌ مِن مُشرِكَةٍ ولَو أعجَبَتكُم »(1).
ولأجل أنّ الدين له مدخلية كبرى في استقامة الزوجة ، أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشباب بأن لا ينظروا بعين الشهوة والطمع لمن يرغبون الاقتران بها كأن يركّزون على جمالها ومالها ، بل عليهم في المقام الأول أن ينظروا إلى دينها وتدينها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « تنكح المرأة على أربع خلال : على مالها، وعلى دينها ، وعلى جمالها ، وعلى حسبها ونسبها ، فعليك بذات الدين » (2). وقال صلى الله عليه وآله وسلم موصياً : « من تزوج امرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم يرَ فيها ما يحبّ ، ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ وكّله الله إليه ، فعليكم بذات الدين » (3).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تتزوجوا النساء لحسنهنَّ ، فعسى حسنهنَّ أن يرديهنَّ ، ولا تتزوجوهنَّ لأموالهن فعسى أموالهنَّ أن تطغيهنَّ ، ولكن تزوجوهنَّ على الدين » (4).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إذا تزوج الرّجل المرأة لمالها أو جمالها لم يُرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله جمالها ومالها » (5).
ومن المسائل المعنوية التي تتطلب الاشارة في هذا المقام والأخذ بنظر الاعتبار ، هي مسألة النسب والحسب فإنه لا نزاع في أنَّ للنسب دوراً خطيراً في بناء شخصية الإنسان وإرساء دعائمها الأساسية.
إنَّ كثيراً من الصفات المعنوية والجسدية يرثها الإنسان عن آبائه وأخواله وأجداده وهي تتحكم في رسم معالم شخصيته ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « تخيّروا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهنَّ » (6).
وفي هذا الصدد قال الإمام الصادق عليه السلام : « تزوَّجوا في الحجز الصالح ، فإنَّ العرق دسّاس » (7).
ممّا تقدّم يتّضح لنا أنّ الاقتران بذات الدين هو قطب الرحى في توجهات القرآن والسُنّة ، وذلك لإرساء أُسس متينة تقوم عليها الحياة الاُسرية ، وبدون ذلك يصبح البناء الاُسري متزلزلاً كالبناء فوق رمال متحركة ، وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام : « أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأمره في النكاح ، فقال : نعم إنكح ، وعليك بذوات الدين تربت يداك » (8).
ولابدّ من التنويه على أنّ المراد من كون الزوجة ذات دين بإطلاقه ، قد يشمل بإطلاقه الكتابية فقد ( اتفقت مذاهب السُنّة الأربعة على صحة الزواج من الكتابية ، واختلف فقهاء الشيعة فيما بينهم ، فقال أكثرهم : لا يجوز للمسلم أن يتزوج اليهودية والنصرانية ، وقال جماعة من كبارهم ، منهم الشيخ محمد حسن في الجواهر ، والشهيد الثاني في المسالك ، والسيد أبو الحسن في الوسيلة بالجواز ) (9).
ومهما يكن الأمر ، فإن الذي لاشكّ فيه هو تفضيل الزوجة المسلمة ؛ لأنّ الإسلام هو أكمل الأديان ، ويحصن المرأة عقائدياً وسلوكياً ، ويؤهلها للدخول إلى عش الزوجية ، ويوجب عليها طاعة زوجها وعدم خيانته في عرضه وماله ، فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » (10).
ومن المؤكد أنّ مجرد الإسلام لا يكفي بدون الصلاح ، فكثير من المسلمات غير الملتزمات يضربن بتعاليم الإسلام السمحة عرض الحائط عند عدم انسجامها مع رغباتهن الجامحة أو عند تصادمها مع مصالحهن. وعليه فمن الأهمية بمكان اختيار الزوجة المسلمة الصالحة فهي التي تصنع للزوج اكليل سعادته.
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من سعادة المرء الزوجة الصالحة » (11).
وصفوة القول أنّ الإسلام يرشد الشاب أن يتبع ميزاناً معيارياً يرجّح فيه الصفات المعنوية كالدين والصلاح عند اختيار الزوجة ، قال تعالى :« وانكِحُوا الأيامَى مِنكُم والصَّالِحينَ مِن عِبادِكُم وإمائكُم.. »(12).
إنَّ من الأهمية بمكان أن تكون الزوجة ذات دين يعصمها عن الخطأ والخطيئة ، ويزرع في وعيها العقيدة الصحيحة والآداب السامية التي ستنقلها بدورها إلى أبنائها ، ولأجل ذلك حرم الإسلام الزواج من المشركات ، قال تعالى : « ولا تَنكِحُوا المُشرِكاتِ حتى يُؤمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤمِنةٌ خَيْرٌ مِن مُشرِكَةٍ ولَو أعجَبَتكُم »(1).
ولأجل أنّ الدين له مدخلية كبرى في استقامة الزوجة ، أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشباب بأن لا ينظروا بعين الشهوة والطمع لمن يرغبون الاقتران بها كأن يركّزون على جمالها ومالها ، بل عليهم في المقام الأول أن ينظروا إلى دينها وتدينها ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « تنكح المرأة على أربع خلال : على مالها، وعلى دينها ، وعلى جمالها ، وعلى حسبها ونسبها ، فعليك بذات الدين » (2). وقال صلى الله عليه وآله وسلم موصياً : « من تزوج امرأة لا يتزوّجها إلاّ لجمالها لم يرَ فيها ما يحبّ ، ومن تزوّجها لمالها لا يتزوّجها إلاّ وكّله الله إليه ، فعليكم بذات الدين » (3).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تتزوجوا النساء لحسنهنَّ ، فعسى حسنهنَّ أن يرديهنَّ ، ولا تتزوجوهنَّ لأموالهن فعسى أموالهنَّ أن تطغيهنَّ ، ولكن تزوجوهنَّ على الدين » (4).
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « إذا تزوج الرّجل المرأة لمالها أو جمالها لم يُرزق ذلك ، فإن تزوجها لدينها رزقه الله جمالها ومالها » (5).
ومن المسائل المعنوية التي تتطلب الاشارة في هذا المقام والأخذ بنظر الاعتبار ، هي مسألة النسب والحسب فإنه لا نزاع في أنَّ للنسب دوراً خطيراً في بناء شخصية الإنسان وإرساء دعائمها الأساسية.
إنَّ كثيراً من الصفات المعنوية والجسدية يرثها الإنسان عن آبائه وأخواله وأجداده وهي تتحكم في رسم معالم شخصيته ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « تخيّروا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهنَّ وأخواتهنَّ » (6).
وفي هذا الصدد قال الإمام الصادق عليه السلام : « تزوَّجوا في الحجز الصالح ، فإنَّ العرق دسّاس » (7).
ممّا تقدّم يتّضح لنا أنّ الاقتران بذات الدين هو قطب الرحى في توجهات القرآن والسُنّة ، وذلك لإرساء أُسس متينة تقوم عليها الحياة الاُسرية ، وبدون ذلك يصبح البناء الاُسري متزلزلاً كالبناء فوق رمال متحركة ، وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام : « أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستأمره في النكاح ، فقال : نعم إنكح ، وعليك بذوات الدين تربت يداك » (8).
ولابدّ من التنويه على أنّ المراد من كون الزوجة ذات دين بإطلاقه ، قد يشمل بإطلاقه الكتابية فقد ( اتفقت مذاهب السُنّة الأربعة على صحة الزواج من الكتابية ، واختلف فقهاء الشيعة فيما بينهم ، فقال أكثرهم : لا يجوز للمسلم أن يتزوج اليهودية والنصرانية ، وقال جماعة من كبارهم ، منهم الشيخ محمد حسن في الجواهر ، والشهيد الثاني في المسالك ، والسيد أبو الحسن في الوسيلة بالجواز ) (9).
ومهما يكن الأمر ، فإن الذي لاشكّ فيه هو تفضيل الزوجة المسلمة ؛ لأنّ الإسلام هو أكمل الأديان ، ويحصن المرأة عقائدياً وسلوكياً ، ويؤهلها للدخول إلى عش الزوجية ، ويوجب عليها طاعة زوجها وعدم خيانته في عرضه وماله ، فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله » (10).
ومن المؤكد أنّ مجرد الإسلام لا يكفي بدون الصلاح ، فكثير من المسلمات غير الملتزمات يضربن بتعاليم الإسلام السمحة عرض الحائط عند عدم انسجامها مع رغباتهن الجامحة أو عند تصادمها مع مصالحهن. وعليه فمن الأهمية بمكان اختيار الزوجة المسلمة الصالحة فهي التي تصنع للزوج اكليل سعادته.
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « من سعادة المرء الزوجة الصالحة » (11).
وصفوة القول أنّ الإسلام يرشد الشاب أن يتبع ميزاناً معيارياً يرجّح فيه الصفات المعنوية كالدين والصلاح عند اختيار الزوجة ، قال تعالى :« وانكِحُوا الأيامَى مِنكُم والصَّالِحينَ مِن عِبادِكُم وإمائكُم.. »(12).
ب ـ مواصفات جسمية وعقلية :
فمن الحقائق الموضوعية أنَّ سلامة جسم المرأة وعقلها له دور فعّال في تربية الأطفال وتقويم شخصيتهم ، ليكونوا أفراداً صالحين يسهمون في بناء المجتمع وتطويره.
ولم يغفل الدين الإسلامي عن هذه الحقيقة ، لذا نبّه على ضرورة مراعاة عوامل السلامة من العيوب الجسمية والعقلية لكلا الزوجين ، وجعل منهما الخيار في فسخ العقد ، فيما إذا ما تبين أنّ أحدهما كان مصاباً بعيب جسماني أو خلل عقلي ، وحول هذه المسألة قال الإمام الصادق عليه السلام : « إنّما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل » (13).
وبالاضافة إلى وجوب التأكد من سلامة الزوجة من العيوب الجسدية الموجبة لفسخ العقد ، لابدّ من التركيز على سلامتها العقلية حتى لا تكون مجنونة أو حمقاء تسيء التصرف ولا تضع الشيء مواضعه ، ومن أجل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم محذراً الشباب من العواقب الاجتماعية والتربوية الوخيمة : « إيّاكم وتزوّج الحمقاء، فإنَّ صحبتها ضياع، وولدها ضياع » (14).
وينبغي الإشارة هنا إلى أن الإسلام ( يجوّز ـ للرجل ـ أن ينظر إلى وجه امرأة يريد نكاحها ، وإن لم يستأذنها ، ويختص الجواز بوجهها وكفيها. وله أن يكرر النظر إليها ، وأن ينظرها قائمة وماشية. وروي : جواز النظر إلى شعرها ومحاسنها وجسدها من فوق الثياب ) (15).
ومن يستقرىَ النصوص الواردة في هذا الخصوص ، يجد أنها تزوّد الشاب برؤية كاملة عن المواصفات الجسمية المطلوبة ، ومن خلال قراءتنا الفاحصة يمكن تصنيفها إلى الفقرات التالية :
أولاً ـ مواصفات جسمية عامة : تتناول اللّون والقامة والسِّن وغيرها منها ما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تتزوجنَّ شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتاً » (16).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « تزوّج عيناء سمراء عجزاء مربوعة ، فإن كرهتها فعليَّ الصداق » (17).
وعنه عليه السلام قال : « من أراد الباءة فليتزوج بامرأة قريبة من الأرض ، بعيدة ما بين المنكبين ، سمراء اللّون ، فإن لم يحظ بها فعليَّ مهرها » (18).
وهكذا نجد أنَّ هذه الأحاديث وغيرها كثيراً تلفت نظر الشاب وتوقفه على المواصفات الجمالية في المرأة حتى يتمكن من انتخاب الزوجة التي تتناسب مع ذوقه وتحقق رغبته وحتى تقر عينه ولا يتطلع إلى أعراض الآخرين ، زد على ذلك يُحيطه علماً بأنّ لبعض المواصفات الجسمية للمرأة مدخلية في الانجاب لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم موصياً : « تخيّروا لنطفكم ، وانتخبوا المناكح ، وعليكم بذات الأوراك ، فإنَّهنَّ أنجب » (19).
ثانياً ـ الوجه الحسن : يفضل أن تكون المرأة حسناء ذات وجه صبوح ، تدخل السرور والبهجة على نفس زوجها عندما يقع نظره عليها ، قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أُمتي أصبحهن وجهاً ، وأقلهنَّ مهراً » (20).
وفي الوقت الذي فضّل فيه أن تكون المرأة حسناء ، فقد حذّر ـ بشدّة ـ من اختيار المرأة الحسناء التي نشأت وترعرعت في بيئة فاسدة أو وسط اجتماعي منحرف ، وقد ( قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فقال : « أيُّها الناس ، إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » (21) ).
كما حذّر صلى الله عليه وآله وسلم من اختيار الحسناء غير الولود قائلاً : « ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الاُمم حتى بالسقط » (22).
وعليه يفضل اختيار الحسناء بشرط أن تكون خيّرةً ولوداً نشأت في تربة صالحة وبيئة ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا، هنَّ أجمل من الحور العين » (23).
ثالثاً ـ جمال الشعر : قال علي بن الحسين عليه السلام : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فإنَّ الشعر أحد الجمالين » (24).
رابعاً ـ طيب الريح : فلاشكّ أنّ له مدخلية في المواصفات الجسمية المثالية ، فالمرأة الطيبة الريح تجذب قلب زوجها كما يجذب شذا الأزهار النحل ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوّجوا الابكار ، فانهنَّ أطيب شيء أفواهاً.. (25)، وعن علي ابن الحسين عليه السلام قال : « خير نسائكم الطيبة الريح.. » (26). وهكذا نجد أنّ الرسول وأهل بيته عليهم السلام يقدمون للشباب المواصفات الجمالية الكاملة ليضعوها نصب أعينهم عند اختيار شريكة العمر.
المصدر من كتب مركز الرسالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) سورة البقرة : 2 | 221.
2) كنز العمال 16 : 303 | 44602.
3) روضة الواعضين ، للفتال النيسابوري : 374 منشورات الرضي ـ قم.
4) كنز العمال 16 : 292 | 44537.
5) من لا يحضره الفقيه 3 : 248 باب الوصية بالنساء.
6) كنز العمال 16 : 295 | 44557.
7) مكارم الاخلاق : 197.
8) وسائل الشيعة 14 : 21 باب استحباب اختيار الزوجة الصالحة.
9) التفسير الكاشف | الشيخ محمد جواد مغنية 1 : 334.
10) وسائل الشيعة 14 : 23 باب استحباب اختيار الزوجة الصالحة.
11) وسائل الشيعة 14 : 23.
12) سورة النور : 24 | 32.
13) وسائل الشيعة 14 : 594 أبواب العيوب والتدليس.
14) نوادر الراوندي : 13 ، وبحار الأنوار 103 : 237.
15) شرائع الإسلام 2 : 495 كتاب النكاح ـ مسائل النظر إلى الاجنبية.
16) معاني الأخبار : 318 دار المعرفة ـ بيروت 1979 م ، والشهبرة : الزرقاء البذيّة ، واللهبرة : الطّويلة المهزولة ، والنّهبرة : القصيرة الذّميمة ، والهيدرة : العجوز المدبرة ، واللفوت : ذات الولد من غيرك.
17) مكارم الأخلاق : 199.
18) مكارم الأخلاق : 201.
19) كنز العمال 16 : 302 | 44594.
20) مكارم الأخلاق : 198.
21) مكارم الأخلاق : 203.
وإنّما جعلها خضراء الدِّمن تشبيهاً بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة ، وأصل الدِّمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها ، فربّما ينبت فيها النبات الحسن وأصله في دمنة ، يقول : فمنظرها حسن أنيق ، ومنبتها فاسد. معاني الأخبار : 316.
22) مكارم الأخلاق : 202.
23 مكارم الأخلاق : 200.
24) مكارم الأخلاق : 200.
25) روضة الواعظين : 375.
26) مكارم الأخلاق : 200.
اختيار الزوجة
سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه المولى
ثلاثة أبعاد أساسية ينبغي أن يهتم بها الرجل في صفات من يختارها زوجة له:
فمن الحقائق الموضوعية أنَّ سلامة جسم المرأة وعقلها له دور فعّال في تربية الأطفال وتقويم شخصيتهم ، ليكونوا أفراداً صالحين يسهمون في بناء المجتمع وتطويره.
ولم يغفل الدين الإسلامي عن هذه الحقيقة ، لذا نبّه على ضرورة مراعاة عوامل السلامة من العيوب الجسمية والعقلية لكلا الزوجين ، وجعل منهما الخيار في فسخ العقد ، فيما إذا ما تبين أنّ أحدهما كان مصاباً بعيب جسماني أو خلل عقلي ، وحول هذه المسألة قال الإمام الصادق عليه السلام : « إنّما يرد النكاح من البرص والجذام والجنون والعفل » (13).
وبالاضافة إلى وجوب التأكد من سلامة الزوجة من العيوب الجسدية الموجبة لفسخ العقد ، لابدّ من التركيز على سلامتها العقلية حتى لا تكون مجنونة أو حمقاء تسيء التصرف ولا تضع الشيء مواضعه ، ومن أجل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم محذراً الشباب من العواقب الاجتماعية والتربوية الوخيمة : « إيّاكم وتزوّج الحمقاء، فإنَّ صحبتها ضياع، وولدها ضياع » (14).
وينبغي الإشارة هنا إلى أن الإسلام ( يجوّز ـ للرجل ـ أن ينظر إلى وجه امرأة يريد نكاحها ، وإن لم يستأذنها ، ويختص الجواز بوجهها وكفيها. وله أن يكرر النظر إليها ، وأن ينظرها قائمة وماشية. وروي : جواز النظر إلى شعرها ومحاسنها وجسدها من فوق الثياب ) (15).
ومن يستقرىَ النصوص الواردة في هذا الخصوص ، يجد أنها تزوّد الشاب برؤية كاملة عن المواصفات الجسمية المطلوبة ، ومن خلال قراءتنا الفاحصة يمكن تصنيفها إلى الفقرات التالية :
أولاً ـ مواصفات جسمية عامة : تتناول اللّون والقامة والسِّن وغيرها منها ما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « لا تتزوجنَّ شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتاً » (16).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « تزوّج عيناء سمراء عجزاء مربوعة ، فإن كرهتها فعليَّ الصداق » (17).
وعنه عليه السلام قال : « من أراد الباءة فليتزوج بامرأة قريبة من الأرض ، بعيدة ما بين المنكبين ، سمراء اللّون ، فإن لم يحظ بها فعليَّ مهرها » (18).
وهكذا نجد أنَّ هذه الأحاديث وغيرها كثيراً تلفت نظر الشاب وتوقفه على المواصفات الجمالية في المرأة حتى يتمكن من انتخاب الزوجة التي تتناسب مع ذوقه وتحقق رغبته وحتى تقر عينه ولا يتطلع إلى أعراض الآخرين ، زد على ذلك يُحيطه علماً بأنّ لبعض المواصفات الجسمية للمرأة مدخلية في الانجاب لذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم موصياً : « تخيّروا لنطفكم ، وانتخبوا المناكح ، وعليكم بذات الأوراك ، فإنَّهنَّ أنجب » (19).
ثانياً ـ الوجه الحسن : يفضل أن تكون المرأة حسناء ذات وجه صبوح ، تدخل السرور والبهجة على نفس زوجها عندما يقع نظره عليها ، قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : « أفضل نساء أُمتي أصبحهن وجهاً ، وأقلهنَّ مهراً » (20).
وفي الوقت الذي فضّل فيه أن تكون المرأة حسناء ، فقد حذّر ـ بشدّة ـ من اختيار المرأة الحسناء التي نشأت وترعرعت في بيئة فاسدة أو وسط اجتماعي منحرف ، وقد ( قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً فقال : « أيُّها الناس ، إياكم وخضراء الدمن ، قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » (21) ).
كما حذّر صلى الله عليه وآله وسلم من اختيار الحسناء غير الولود قائلاً : « ذروا الحسناء العقيم، وعليكم بالسوداء الولود، فإني مكاثر بكم الاُمم حتى بالسقط » (22).
وعليه يفضل اختيار الحسناء بشرط أن تكون خيّرةً ولوداً نشأت في تربة صالحة وبيئة ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا، هنَّ أجمل من الحور العين » (23).
ثالثاً ـ جمال الشعر : قال علي بن الحسين عليه السلام : « إذا أراد أحدكم أن يتزوج فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها ، فإنَّ الشعر أحد الجمالين » (24).
رابعاً ـ طيب الريح : فلاشكّ أنّ له مدخلية في المواصفات الجسمية المثالية ، فالمرأة الطيبة الريح تجذب قلب زوجها كما يجذب شذا الأزهار النحل ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوّجوا الابكار ، فانهنَّ أطيب شيء أفواهاً.. (25)، وعن علي ابن الحسين عليه السلام قال : « خير نسائكم الطيبة الريح.. » (26). وهكذا نجد أنّ الرسول وأهل بيته عليهم السلام يقدمون للشباب المواصفات الجمالية الكاملة ليضعوها نصب أعينهم عند اختيار شريكة العمر.
المصدر من كتب مركز الرسالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) سورة البقرة : 2 | 221.
2) كنز العمال 16 : 303 | 44602.
3) روضة الواعضين ، للفتال النيسابوري : 374 منشورات الرضي ـ قم.
4) كنز العمال 16 : 292 | 44537.
5) من لا يحضره الفقيه 3 : 248 باب الوصية بالنساء.
6) كنز العمال 16 : 295 | 44557.
7) مكارم الاخلاق : 197.
8) وسائل الشيعة 14 : 21 باب استحباب اختيار الزوجة الصالحة.
9) التفسير الكاشف | الشيخ محمد جواد مغنية 1 : 334.
10) وسائل الشيعة 14 : 23 باب استحباب اختيار الزوجة الصالحة.
11) وسائل الشيعة 14 : 23.
12) سورة النور : 24 | 32.
13) وسائل الشيعة 14 : 594 أبواب العيوب والتدليس.
14) نوادر الراوندي : 13 ، وبحار الأنوار 103 : 237.
15) شرائع الإسلام 2 : 495 كتاب النكاح ـ مسائل النظر إلى الاجنبية.
16) معاني الأخبار : 318 دار المعرفة ـ بيروت 1979 م ، والشهبرة : الزرقاء البذيّة ، واللهبرة : الطّويلة المهزولة ، والنّهبرة : القصيرة الذّميمة ، والهيدرة : العجوز المدبرة ، واللفوت : ذات الولد من غيرك.
17) مكارم الأخلاق : 199.
18) مكارم الأخلاق : 201.
19) كنز العمال 16 : 302 | 44594.
20) مكارم الأخلاق : 198.
21) مكارم الأخلاق : 203.
وإنّما جعلها خضراء الدِّمن تشبيهاً بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة ، وأصل الدِّمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها ، فربّما ينبت فيها النبات الحسن وأصله في دمنة ، يقول : فمنظرها حسن أنيق ، ومنبتها فاسد. معاني الأخبار : 316.
22) مكارم الأخلاق : 202.
23 مكارم الأخلاق : 200.
24) مكارم الأخلاق : 200.
25) روضة الواعظين : 375.
26) مكارم الأخلاق : 200.
اختيار الزوجة
سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه المولى
ثلاثة أبعاد أساسية ينبغي أن يهتم بها الرجل في صفات من يختارها زوجة له:
الأول: شرف الأسرة: بأن تكون الزوجة منتمية لعائلة صالحة، وأسرة شريفة، وبذلك يتوقع منها الخير والصلاح لما للوراثة والتربية من أثر، وينعكس ذلك أيضاً على نسلها وذريتها، كما يطمئن الإنسان إلى حسن العلاقة والارتباط بالأسرة الصالحة، فهو سيتداخل معهم حينما يصبح صهراً لهم.
ورد في الحديث أن رسول الله قام خطيباً فقال: أيها الناس، إياكم وخضراء الدِمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدِمن؟ قال : «المرأة الحسناء في منبت السوء»[1] . يشبّه المرأة الجميلة في العائلة السيئة بالنبتة الخضراء في مكان فضلات الحيوانات.
وفي حديث آخر عنه : «"انكحوا الأكفاء وانكحوا فيهم واختاروا لنطفكم"»[2] .
وينبغي الإشارة هنا إلى أنه قد تكون هناك فتاة صالحة تتجاوز تأثيرات محيطها وعائلتها السيئة، وتتشكل لها شخصيتها المستقلة المناسبة، ومثل هذه الفتاة يطمئن الإنسان إلى الزواج منها.
الثاني: التدين والأخلاق الفاضلة: فهي ستكون شريكة الإنسان في حياته وأقرب الناس إليه، وهي مربية أولاده، وبتدينها وحسن أخلاقها، تتوفر أجواء السعادة والثقة والارتياح.
جاء في الحديث عن النبي أنه قال: «"عليكم بذات الدين"»[3]
وعنه : «"من سعادة المرء الزوجة الصالحة"»[4] .
الثالث: الحسن والجمال لما لذلك من دور في إشباع الغريزة وإرضاء العاطفة، والجمال حالة نسبية تتفاوت في تفاصيلها الأذواق، ويكفي منه المستوى الطبيعي المتعارف، ولا ينبغي أن يكون الجمال وحده هو مقياس الاختيار، دون اهتمام بالأبعاد الأخرى، لأن الحياة الزوجية لا تقوم على الجانب العاطفي وحده.
التعرّف والاختيار:
كيف يتعرف الرجل على من يريدها زوجة له؟ وكيف يتأكد من توفر المواصفات المطلوبة فيها؟
فيما يرتبط بوضعيتها الأسرية العائلية، الأمر واضح ميسور، فلكل عائلة سمعتها ومكانتها في المجتمع، وبإمكان الإنسان أن يتحصل على المعلومات الكافية عن وضع أي أسرة من أوساط المجتمع المحيط بها.
أما بالنسبة للصفات الشخصية للفتاة من أخلاقية وجمالية فهناك الطرق التالية:
أولاً: المعرفة المباشرة: فيما إذا كانت هناك قرابة أو تداخل عائلي، أو زمالة في مجال العمل، فإن ذلك يتيح للرجل عادة فرصة المعرفة للفتاة، بمعنى اطلاعه بشكل عام على سلوكها وصفاتها.
ثانياً: القياس والاستنتاج: فمن خلال ما يظهر من صفات أهل الفتاة يمكن بالقياس والاستنتاج تكوين انطباع وصورة عنها، في الجانب الأخلاقي والجمالي، نظراً للتشابه والتقارب في صفات أبناء العائلة الواحدة غالباً.
ثالثاً: الاعتماد على تقويم الآخرين: بأن يسأل عن الفتاة من القريبين لها، والمطلعين على أحوالها، أو أن يكلّف بعض قريباته من النساء باستكشاف وضعها، وموافاته بأخبارها وأحوالها.
الموضوعية في التقويم:
حينما يضع الإنسان ثقته في شخص ويتشيره في اختيار فتاة ما، أو يعتمد على تقويمه لها، فإن على هذا المستشار رجلاً أو امرأة أن يكون صادقاً في إخباره، موضوعياً في تقويمه، فيحكي عن الواقع الذي يعرفه دون زيادة أو نقصان.فنذكر الايجابيات ونقاط القوة التي يعرفها وإذا كان هناك نقص أو عيب فعليه أن يذكره للمستشير، وقد استثنى الشارع المقدس مثل هذا المورد من الغيبة المحرّمة، قال الشيخ الأنصاري فيما استثني من الغيبة: (منها: نصح المستشير فإن النصيحة واجبة للمستشير فان خيانته قد تكون أقوى مفسدة من الوقوع في المغتاب. وكذلك النصح من غير استشارة فإن من أراد تزويج امرأة وأنت تعلم بقبائحها التي توجب وقوع الرجل من أجلها في الغيبة والفساد فلا ريب أن التنبيه على بعضها وإن أوجب الوقيعة فيها أولى من ترك نصح المؤمن، مع ظهور عدة من الأخبار في وجوبه)[5] .
وورد أن فاطمة بنت قيس جاءت إلى رسول الله فأخبرته أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباها، فقال :«"أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد"»[6] .
وروي عن رسول الله أنه قال: «"إذا استنصحتم فأنصحوا"»[7] .
النظر إلى المخطوبة:
ومن أجل توفير أكبر ضمانات ممكنة لإنجاح العلاقة الزوجية، أتاح الإسلام للرجل فرصة التعرف على مخطوبته مباشرة، بالنظر إليها، ورؤية معالم شكلها، مع أنها لا تزال أجنبية عليه.
عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله : «إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل" قال جابر: فخطبت جارية فكنت اتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها»[8] .
وفي حديث آخر أنه قال للمغيرة وقد خطب امرأة: «"انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"»[9] أي اجدر وأدعى أن يحصل الوفاق والملاءمة بينكما.
وفي رواية صحيحة عن الإمام جعفر الصادق أنـه قال:« "لا بأس بأن يـنظر إلى وجهــها ومـعاصمها إذا أراد أن يتـــزوجـها "»[10] .
وهذه المسألة مورد اتفاق عند فقهاء المسلمين سنة وشيعة. ولعل من الأفضل أن يكون النظر إلى المخطوبة قبل التقدم لخطبتها، حتى لا يكون انصرافه عنها إن لم يرغب فيها موجباً لشيء من التأثر في نفسها.
حدود النظر إلى المخطوبة:
يرى أكثر فقهاء أهل السنة أن للخاطب أن ينظر إلى من يريد خطبتها في حدود الوجه والكفين فقط، وأضاف أبو حنيفة جواز النظر إلى قدميها أيضاً، أما فقهاء الشيعة فيرى أكثرهم أنه: (يجوز لمن يريد تزويج امرأة أن ينظر إلى وجهها وكفيها وشعرها ومحاسنها بل لا يبعد جواز النظر إلى سائر جسدها ما عدا عورتها، وإن كان الأحوط خلافه (احتياط استحبابي) ولا يشترط أن يكون ذلك بإذنها ورضاها. نعم يشترط أن لا يكون بقصد التلذذ وإن علم أنه يحصل بنظرها قهراً، ويجوز تكرار النظر إذا لم يحصل الغرض وهو الاطلاع على حالها بالنظر الأول)[11] .
ويحدث في بعض الحالات أن يتزوج الرجل من امرأة لم تسبق له رؤيتها، فإذا ما رآها لم توافق ذوقه، وحينئذٍ إما أن يقبلها على عدم ارتياح منه، وإما أن يتركها بعد العقد عليها، مما يوجب لها حرجاً وانكساراً عاطفياً، وحتى لا يقع مثل ذلك أباح الشارع رؤية الفتاة لمن يريد تزوجها، كما أجاز للفتاة أن تراه أيضاً، كما هو رأي جمع من الفقهاء.
قال السيد الشيرازي: (ولا يبعد جواز نظر المرأة أيضاً إلى الرجل الذي يريد تزويجها، كما عن القواعد وغيره، وقوّاه الشيخ المرتضى، بل في المستند أنه صريح جماعة لاتحاد العلة، بل الأولوية حيث أن الرجل يمكنه الطلاق لو لم يستحسنها بخلاف الزوجة)[12] .
ونص على جواز نظر المرأة للرجل الخاطب لها الحنابلة كما في كشف القناع والشافعية كما في حاشية القليوبي[13] .
[1] الحر العاملي: محمد بن الحسن/ وسائل الشيعة حديث رقم 25001.
[2] المصدر السابق- حديث رقم 25000.
[3] المصدر السابق- حديث رقم 25007.
[4] المصدر السابق- حديث رقم 24981.
[5] الأنصاري: الشيخ مرتضى/ المكاسب- ما استثني من الغيبة.
[6] الصنعاني: محمد بن إسماعيل/ سبل السلام ج3 ص275 الطبعة السادسة 1991م/ دار الكتاب العربي- بيروت.
[7] الحر العاملي: محمد بن الحسن/ وسائل الشيعة حديث رقم 22918.
[8] الصنعاني: محمد بن إسماعيل/ سبل السلام ج3 ص241.
[9] المصدر السابق ص242.
[10] الحر العاملي: محمد بن الحسن/ وسائل الشيعة حديث رقم 25101.
[11] اليزدي: السيد محمد كاظم/ العروة الوثقى- كتاب النكاح/ مسألة 26.
[12] الشيرازي: السيد محمد/ الفقه ج62 ص175.
[13] شلبي: محمد مصطفى / احكام الاسرة في الاسلام ص51 الطبعة الثانية 1977م دار النهضة العربية – بيروت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق