بسم الله الرحمن الرحيم
ان زدت زدناك :
روي ان عابدا من بني اسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال : يا رب ما حالي عندك ؟ أخير فازداد في خيري ، او شر فاستعتب (1) قبل الموت ؟.
قال : فاتاه آت فقال له : ليس لك عند الله خير ، قال : يا رب واين عملي ؟ قال : كنت اذا عملت خيرا اخبرت الناس به ، فليس لك منه الا الذي رضيت به لنفسك ، قال : فشق ذلك عليه واحزنه ، قال : فكرر الله اليه الرسول فقال :
« سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، ولا حول ولا قوة الا بالله ». تقول هذا كل يوم
ثلاث مـ 360 ـائة وستين مرة ،
يكون كل كلمة صدقة عن كل عرق من عروقك ، قال : فلما رأى بشارة ذلك قال : يا رب زدني ، قال : ان زدت زدتك (2).
________________________________________
1 ـ اي فاسترضاك واطلب منك العتبى.
2 ـ دعوات الراوندي : عنه البحار 14 ـ 509.
==============================================
ذم النفس افضل من العبادة :
ان رجلا من بني اسرائيل عبد الله اربعين سنة ، ثم قرب قربانا فلم يقبل منه ، فقال لنفسه :
وما اتيت الا منك ، وما الذنب الا لك ، فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : ذمك لنفسك افضل
من عبادتك اربعين سنة (1)1 ـ اصول الكافي : 2 ـ73.
===========================================
الخوف من الله :
روي ان رجلا ركب البحر مع اهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة الا امرأة الرجل ، فانها نجت على لوح من الواح السفينة حتى لجأت الى جزيرة من جزائر البحر ، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يَدع لله حرمة الا انتهكها.
فلم يعلم الا والمرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه اليها فقال : انسية ام جنية ؟ فقالت : انسية ، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من اهله.
فلما ان هم بها اضطربت ، فقال لها : مالك تضطربين ؟ فقالت : اخاف من هذا ـ واومأت بيدها الى السماء ـ قال : فصنعت من هذا شيئا ؟ قالت : لا وعزته ، قال : فانت تخافين منه هذا الخوف ولم تصنعي من هذا شيئا وانما استكرهتك استكراها فانا والله اولى بهذا الخوف واحق منك ، فقام ولم يحدّث شيئا ، ورجع الى اهله وليس له همة الا التوبة والمراجعة.
فبينما هو يمشي اذ صادف راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشاب : ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس.
فقال الشاب : ما اعلم ان لي عند ربي حسنة فاتجاسر على ان اسأله شيئا ، قال : فادعو انا وتؤمن انت ، قال : نعم ، فاقبل الراهب يدعو والشاب يؤمّن. فما كان باسرع من ان اظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ، ثم انفرجت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة ، واخذ الراهب في واحدة ، فاذا السحابة مع الشاب.
فقال الراهب : انت خير مني لك استجيب ولم يستجيب لي ، فخبرني ما قصتك ؟ فأخبره بخبر المرأة.
فقال : غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف ـ من الله ـ فانظر كيف تكون فيما تستقبل (1).
________________________________________
1 ـ فروع الكافي :2 ـ 69.
========================================
ترك الذنب اهون من طلب التوبة :
روي ان كان عابد في بني اسرائيل لم يكسب من امر الدنيا شيئا ، فنخر ابليس نخرة فاجتمع اليه جنوده ، فقال : من لي بفلان ؟ فقال بعضهم : انا ، فقال : من اين تأتيه ؟ فقال : من ناحية النساء ، قال لست له ، لم يجرب النساء.
فقال له آخر : فانا له ، قال : من اين تأتيه ؟ قال من ناحية الشراب واللذات ، قال لست له ، ليس هذا بهذا.
قال آخر : فانا له ، قال : من اين تاتيه ، قال : من ناحية البر ، قال : انطلق فانت صاحبه.
فانطلق الى موضع الرجل فاقام حذاءه يصلي ، قال : وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام ، ويستريح والشيطان لا يستريح ، فتحول اليه الرجل وقد تعاصرت اليه نفسه واستصغر عمله.
فقال الرجل : يا عبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فقال : يا عبد الله اني اذنبت ذنبا وانا تائب منه ، فاذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة.
قال : فاخبرني بذنبك حتى اعمله واتوب ، فاذا فعلته قويت على الصلاة.
قال : ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فاعطها درهمين ونل منها ، قال :
ومن اين لي درهمين ؟ ما ادري ما الدرهمان ، فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله اياهما.
فقام الرجل العابد فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية ، فارشده الناس ، وظنوا انه جاء يعظها ، فارشدوه فجاء اليها فرمى اليها بالدرهمين وقال : قومي ، فقامت فدخلت منزلها ، وقالت : ادخل ، وقالت : انك جئتني في هيئة ليس يؤتي مثلي في مثلها ، فاخبرني بخبرك ، فاخبرها.
فقالت له : يا عبد الله ان ترك الذنب اهون من طلب التوبة ، وليس كل من طلب التوبة وجدها ، وانما ينبغي ان يكون هذا شيطانا مثل بك ، فانصرف فانك لا ترى شيئا ، فانصرف ...
وماتت ـ المرأة ـ من ليلتها ، فاصبحت فاذا على بابها مكتوب : احضروا فلانة فانها من اهل الجنة.
فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنوها ارتيابا في امرها ، فأوحى الله عزوجل الى نبي من الانبياء لا اعلمه الا موسى بن عمران عليه السلام :
انت ائت فلانة فصل عليها ، ومر الناس ان يصلوا عليها ، فاني قد غفرت لها ، واوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي (2).
________________________________________
1 ـ امالي الطوسي : 63 ، والكافي رقم 37.
2 ـ روضة الكافي : 384.
===========================================
لان شكرتم لازيدنكم :
روي انه كان في بني اسرائيل رجل عابد وكان محارفا (1) لا يتوجه في شيء فيصيب فيه شيئا ، فانفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شيء.
فجائها يوما من الايام فدفعت اليه نصلا (2) من غزل وقالت له : ما عندي غيره انطلق فبعه واشتري لنا شيئا نأكله ، فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت ، والمشترين قد قاموا وانصرفوا ، فقال لو اتيت هذا الماء فتوضأت منه وصببت علي منه وانصرفت.
فجاء الى البحر واذا هو بصياد قد القى شبكته فاخرجها وليس فيها الا سمكة رديئة قد مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة ، فقال له : بعني هذه السمكة واعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك ، قال : نعم ، فأخذ السمكة ودفع اليه الغزل ، وانصرف بالسمكة الى منزله.
فاخبر زوجته الخبر ، فاخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها وجدت في جوفها لؤلؤة ، فدعت زوجها فأرته اياها فاخذها فانطلق بها الى السوق فباعها بعشرين الف درهم ، وانصرف الى منزله بالمال ، فوضعه فاذا بسائل يدق الباب ويقول : يا اهل الدار تصدقوا يرحمكم الله على المساكين ، فقال له الرجل : ادخل فدخل ، فقال له : خذ احدى الكيسين ، فأخذ احدهما وانطلق ، فقالت له امرأته : سبحان الله بينما نحن مياسير اذ ذهبت بنصف يسارنا.
فلم يكن ذلك باسرع من ان دق السائل الباب فقال له الرجل : ادخل فدخل ، فوضع الكيس في مكانه ، ثم قال : كل هنيئا مريئا ، انما انا ملك من ملائكة ربك ، انما اراد ان يبلوك فوجدك شاكرا ، ثم ذهب (3).
________________________________________
1 ـ الرجل المحارف : اي محدود محروم.
2 ـ النصل : الغزل قد خرج من المغزل.
3 ـ نفس المصدر.
منقــــ مختارات ـــــولة
ان زدت زدناك :
روي ان عابدا من بني اسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال : يا رب ما حالي عندك ؟ أخير فازداد في خيري ، او شر فاستعتب (1) قبل الموت ؟.
قال : فاتاه آت فقال له : ليس لك عند الله خير ، قال : يا رب واين عملي ؟ قال : كنت اذا عملت خيرا اخبرت الناس به ، فليس لك منه الا الذي رضيت به لنفسك ، قال : فشق ذلك عليه واحزنه ، قال : فكرر الله اليه الرسول فقال :
« سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ، ولا حول ولا قوة الا بالله ». تقول هذا كل يوم
ثلاث مـ 360 ـائة وستين مرة ،
يكون كل كلمة صدقة عن كل عرق من عروقك ، قال : فلما رأى بشارة ذلك قال : يا رب زدني ، قال : ان زدت زدتك (2).
________________________________________
1 ـ اي فاسترضاك واطلب منك العتبى.
2 ـ دعوات الراوندي : عنه البحار 14 ـ 509.
==============================================
ذم النفس افضل من العبادة :
ان رجلا من بني اسرائيل عبد الله اربعين سنة ، ثم قرب قربانا فلم يقبل منه ، فقال لنفسه :
وما اتيت الا منك ، وما الذنب الا لك ، فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : ذمك لنفسك افضل
من عبادتك اربعين سنة (1)1 ـ اصول الكافي : 2 ـ73.
===========================================
الخوف من الله :
روي ان رجلا ركب البحر مع اهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة الا امرأة الرجل ، فانها نجت على لوح من الواح السفينة حتى لجأت الى جزيرة من جزائر البحر ، وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يَدع لله حرمة الا انتهكها.
فلم يعلم الا والمرأة قائمة على رأسه ، فرفع رأسه اليها فقال : انسية ام جنية ؟ فقالت : انسية ، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من اهله.
فلما ان هم بها اضطربت ، فقال لها : مالك تضطربين ؟ فقالت : اخاف من هذا ـ واومأت بيدها الى السماء ـ قال : فصنعت من هذا شيئا ؟ قالت : لا وعزته ، قال : فانت تخافين منه هذا الخوف ولم تصنعي من هذا شيئا وانما استكرهتك استكراها فانا والله اولى بهذا الخوف واحق منك ، فقام ولم يحدّث شيئا ، ورجع الى اهله وليس له همة الا التوبة والمراجعة.
فبينما هو يمشي اذ صادف راهب يمشي في الطريق ، فحميت عليهما الشمس ، فقال الراهب للشاب : ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس.
فقال الشاب : ما اعلم ان لي عند ربي حسنة فاتجاسر على ان اسأله شيئا ، قال : فادعو انا وتؤمن انت ، قال : نعم ، فاقبل الراهب يدعو والشاب يؤمّن. فما كان باسرع من ان اظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ، ثم انفرجت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة ، واخذ الراهب في واحدة ، فاذا السحابة مع الشاب.
فقال الراهب : انت خير مني لك استجيب ولم يستجيب لي ، فخبرني ما قصتك ؟ فأخبره بخبر المرأة.
فقال : غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف ـ من الله ـ فانظر كيف تكون فيما تستقبل (1).
________________________________________
1 ـ فروع الكافي :2 ـ 69.
========================================
ترك الذنب اهون من طلب التوبة :
روي ان كان عابد في بني اسرائيل لم يكسب من امر الدنيا شيئا ، فنخر ابليس نخرة فاجتمع اليه جنوده ، فقال : من لي بفلان ؟ فقال بعضهم : انا ، فقال : من اين تأتيه ؟ فقال : من ناحية النساء ، قال لست له ، لم يجرب النساء.
فقال له آخر : فانا له ، قال : من اين تأتيه ؟ قال من ناحية الشراب واللذات ، قال لست له ، ليس هذا بهذا.
قال آخر : فانا له ، قال : من اين تاتيه ، قال : من ناحية البر ، قال : انطلق فانت صاحبه.
فانطلق الى موضع الرجل فاقام حذاءه يصلي ، قال : وكان الرجل ينام والشيطان لا ينام ، ويستريح والشيطان لا يستريح ، فتحول اليه الرجل وقد تعاصرت اليه نفسه واستصغر عمله.
فقال الرجل : يا عبد الله بأي شيء قويت على هذه الصلاة ؟ فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فلم يجبه ، ثم اعاد عليه فقال : يا عبد الله اني اذنبت ذنبا وانا تائب منه ، فاذا ذكرت الذنب قويت على الصلاة.
قال : فاخبرني بذنبك حتى اعمله واتوب ، فاذا فعلته قويت على الصلاة.
قال : ادخل المدينة فسل عن فلانة البغية فاعطها درهمين ونل منها ، قال :
ومن اين لي درهمين ؟ ما ادري ما الدرهمان ، فتناول الشيطان من تحت قدمه درهمين فناوله اياهما.
فقام الرجل العابد فدخل المدينة بجلابيبه يسأل عن منزل فلانة البغية ، فارشده الناس ، وظنوا انه جاء يعظها ، فارشدوه فجاء اليها فرمى اليها بالدرهمين وقال : قومي ، فقامت فدخلت منزلها ، وقالت : ادخل ، وقالت : انك جئتني في هيئة ليس يؤتي مثلي في مثلها ، فاخبرني بخبرك ، فاخبرها.
فقالت له : يا عبد الله ان ترك الذنب اهون من طلب التوبة ، وليس كل من طلب التوبة وجدها ، وانما ينبغي ان يكون هذا شيطانا مثل بك ، فانصرف فانك لا ترى شيئا ، فانصرف ...
وماتت ـ المرأة ـ من ليلتها ، فاصبحت فاذا على بابها مكتوب : احضروا فلانة فانها من اهل الجنة.
فارتاب الناس فمكثوا ثلاثا لا يدفنوها ارتيابا في امرها ، فأوحى الله عزوجل الى نبي من الانبياء لا اعلمه الا موسى بن عمران عليه السلام :
انت ائت فلانة فصل عليها ، ومر الناس ان يصلوا عليها ، فاني قد غفرت لها ، واوجبت لها الجنة بتثبيطها عبدي فلانا عن معصيتي (2).
________________________________________
1 ـ امالي الطوسي : 63 ، والكافي رقم 37.
2 ـ روضة الكافي : 384.
===========================================
لان شكرتم لازيدنكم :
روي انه كان في بني اسرائيل رجل عابد وكان محارفا (1) لا يتوجه في شيء فيصيب فيه شيئا ، فانفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شيء.
فجائها يوما من الايام فدفعت اليه نصلا (2) من غزل وقالت له : ما عندي غيره انطلق فبعه واشتري لنا شيئا نأكله ، فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت ، والمشترين قد قاموا وانصرفوا ، فقال لو اتيت هذا الماء فتوضأت منه وصببت علي منه وانصرفت.
فجاء الى البحر واذا هو بصياد قد القى شبكته فاخرجها وليس فيها الا سمكة رديئة قد مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة ، فقال له : بعني هذه السمكة واعطيك هذا الغزل تنتفع به في شبكتك ، قال : نعم ، فأخذ السمكة ودفع اليه الغزل ، وانصرف بالسمكة الى منزله.
فاخبر زوجته الخبر ، فاخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها وجدت في جوفها لؤلؤة ، فدعت زوجها فأرته اياها فاخذها فانطلق بها الى السوق فباعها بعشرين الف درهم ، وانصرف الى منزله بالمال ، فوضعه فاذا بسائل يدق الباب ويقول : يا اهل الدار تصدقوا يرحمكم الله على المساكين ، فقال له الرجل : ادخل فدخل ، فقال له : خذ احدى الكيسين ، فأخذ احدهما وانطلق ، فقالت له امرأته : سبحان الله بينما نحن مياسير اذ ذهبت بنصف يسارنا.
فلم يكن ذلك باسرع من ان دق السائل الباب فقال له الرجل : ادخل فدخل ، فوضع الكيس في مكانه ، ثم قال : كل هنيئا مريئا ، انما انا ملك من ملائكة ربك ، انما اراد ان يبلوك فوجدك شاكرا ، ثم ذهب (3).
________________________________________
1 ـ الرجل المحارف : اي محدود محروم.
2 ـ النصل : الغزل قد خرج من المغزل.
3 ـ نفس المصدر.
منقــــ مختارات ـــــولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق