الأربعاء، 30 مايو 2012

من وصايا النبي الأكرم الى أمير المؤمنين ( علي ) عليهما السلام

من وصايا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم

إلى

أمير المؤمنين ( علي ) عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا عليّ! قد بعثتك وأنا بك ضنين، فلا تدعنّ حقاً لغد فإن لكل يوم ما فيه، وابرز للنّاس وقدّم الوضيع على الشريف، والضعيف على القويّ، والنّساء قبل الرجال، ولا تدخلنّ أحداً يغلبك على أمرك، وشاور القرآن فإنّه أمامك.
يا علي(2)! من كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه أعقبه الله تعالى يوم القيامة أمناً، وإيماناً يجد طعمه.
يا عليّ! أفضل الجهاد من أصبح ولم يهمّ بظلم أحد.
يا عليّ! من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار.
يا عليّ! شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء شرّه.
يا عليّ! شارب الخمر كعابد الوثن.
يا عليّ! شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره.
يا عليّ! إنّ من اليقين ألاّ تُرضي أحداً بسخط الله، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله، ولا تذمّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص، ولا يصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمته وفضله جعل الرّوح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهمّ والحزن في الشّك والسخط.
يا عليّ! إذا ولد لك غلام أو جارية فأذّن في أذنه اليمنى، وأقم في اليسرى، فإنه لا يضره الشيطان أبداً.
يا عليّ! لا تحلف بالله كاذباً ولا صادقاً من غير ضرورة، ولا تجعل الله عرضة ليمينك، فإن الله لا يرحم ولا يرعى من حلف باسمه كاذباً.
يا عليّ! إذا رأيت هالكة فقل: اللهم بحق محمد وآل محمد. قال عليّ: قلت يا رسول الله (تلقى آدم من ربه كلمات) ما هذه الكلمات؟ قال:
يا عليّ! إن الله أهبط آدم بالهند، وأهبط حواء بجدّة، والحيّة بأصبهان، وإبليس بسمنان، ولم يكن في الجنة شيء أحسن من الحية والطاووس، وكان للحية ٍقوائم كقوائم البعير، فدخل إبليس جوفها فغرّ آدم وخدعه، فغضب الله على الحيّة وألقى عنها قوائمها، وقال: جعلت رزقك التراب، وجعلتك تمشين على بطنك، لا رحم الله من رحمك؛ وغضب على الطاووس لأنّه كان دلّ إبليس على الشجرة، فمسح منه صوته ورجليه، فمكث آدم بالهند مائة عام لا يرفع رأسه إلى السماء، واضعاً يده على رأسه، يبكي على خطيئته، فبعث الله جبرائيل فقال: يا آدم! الربّ عز وجل يقرئك السّلام، ويقول: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك روحي؟ ألم أسجد لك الملائكة؟ ألم أزوّجك حواء أمتي؟ ألم أسكنك جّنّتي؟ فما هذا البكاء؟ يا آدم! تكلم بهذه الكلمات فإن الله قابل توبتك: (سبحانك لا إله إلاّ أنت، علمت سوءاً وظلمت نفسي، فتب عليّ! إنّك أنت التّوّاب الرحيم).
يا عليّ إذا رأيت حيّة في الطريق فاقتلها، فإنّي قد اشترطت على الجنّ ألاّ يظهروا في صورة الحيّات.
يا عليّ! من لم يقبل المعذرة من متنصّلٍ، صادقاً كان أو كاذباً، لم ينل شفاعتي.
يا عليّ! إن الله عزّ وجل أحب الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد.
يا عليّ! من ترك الخمر لغير الله، سقاه الله تعالى من رحيق مختوم، فقال عليّ: لغير الله؟ قال: نعم والله صيانةً لنفسه، يشكره الله على ذلك.
يا عليّ! شارب الخمر لا يقبل الله عزّ وجل صلاته أربعين يوماً، وإن مات في الأربعين مات كافراً.
يا عليّ! كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام.
يا عليّ! تأتي على شارب الخمر ساعة لا يعرف ربّه عزّ وجلّ.
يا عليّ! من لم تنتفع بدينه ولا بدنياه، فلا خير في مجالسته, ومن لم يوجب لك فلا توجب له، ولا كرامة.
يا عليّ! حرّم الله الجنّة على كل فاحش بذيء، لا يبالي بما قال ولا ما قيل له.
يا عليّ! طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله.
يا عليّ! لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإيّاك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على الحق، وإن كسلت لم تؤدّ حقاً.
يا عليّ! لكلّ ذنب توبة، إلاّ سوء الخلق، فإن صاحبه كلمّا خرج من ذنب دخل في ذنب آخر.
يا عليّ! من استولى عليه الضجر رحلت عنه الراحة.
يا عليّ! إن إزالة الجبال الرواسي، أهون من إزالة مُلك مؤجل لا تنقص أيّامه.
يا عليّ! خلق الله عزّ وجل الجنة في لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وجعل حيطانها الياقوت، وسقفها الزبرجد، وحصاها اللؤلؤ، وترابها الزعفران والمسك الأذفر، ثم قال لها: تكلمي! فقالت: لا إله إلاّ الله الحي القيوم، قد سعد من يدخلني؛ فقال الله جلّ جلاله: (وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر، ولا نمّام، ولا ديّوث، ولا شرطي، ولا مخنّث، ولا نبّاش، ولا عشّار، ولا قاطع رحم، ولا قدريّ).
يا عليّ! آفة الحسب الافتخار.
يا عليّ! من خاف الله عزّ وجل، أخاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.
يا عليّ! كره الله لأمتي العبث في الصلاة، والمنّ في الصدقة، وإتيان المساجد جنباً، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، والنظر إلى فروج النساء لأنه يورث العمى، وكره الكلام عند الجماع لأنه يورث الخرس، وكره النوم بين العشاءين لأنه يحرم الرزق، وكره الغسل تحت السماء إلا بمئزر، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، فإن فيها سكاناً من الملائكة، وكره دخول الحمام إلا بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة، وكره ركوب البحر في وقت هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر، وقال: من نام على سطح غير محجّر، فقد برئت منه الذمّة، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره أن يغشى الرجل امرأته وهي حائض، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً أو به برص فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوماً، إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع. وقال (عليه السلام): فرّ من المجذوم فرارك من الأسد، وكره أن يأتي الرجل أهله وقد احتلم، حتى يغتسل من الاحتلام، فإن فعل ذلك وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره التبول على شط نهر جارٍ، وكره أن يُحدث رجل تحت شجرة أو نخلة قد أثمرت، وكره أن يُحدث الرجل وهو قائم، وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم، وكره أن يدخل الرجل بيتاً مظلماً إلا بالسراج.
يا عليّ! لا رضاع بعد فطام، ولا يتم بعد احتلام.
يا عليّ! أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله.
يا عليّ! سر سنتين برّ والدتك، سر سنة صل رحمك، سر ميلاً عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخاً في الله، سر خمسة أميال أجب الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم، وعليك بالاستغفار.
يا عليّ! والله لو أن الوضيع في قعر بئر، لبعث الله عزّ وجل إليه ريحاً ترفعه فوق الأخيار، في دولة الأشرار.
يا عليّ! من انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله، ومن منع أجيراً أجره فعليه لعنة الله، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله، فقيل: يا رسول الله! وما ذلك الحدث؟ قال القتل.
يا عليّ! المؤمن من أمنه المسلمون على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات.
يا عليّ! من أطاع امرأته أكبّه الله عزّ وجل على وجهه في النار.
فقال عليّ (عليه السلام): فما تلك الطاعة؟ قال: يأذن لها في الذهاب إلى الحمامات والعُرُسات والنائحات، ولبس الثياب الرقاق.
يا عليّ! إن الله تبارك وتعالى، قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم.
يا عليّ! من السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر الزانية، والرشوة في الحكم، وأجر الكاهن.
يا عليّ! من تعلم علماً ليماري به السفهاء، أو يجادل به العلماء، أو ليدعو الناس إلى نفسه، فهو من أهل النار.
يا عليّ! ما أحد من الأولين والآخرين، إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً.
يا عليّ! من كذب عليّ متعمداً، فليتبوّأ مقعده من النار.
يا عليّ! إذا مات العبد قال الناس: ما خلّف؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟
يا عليّ! الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
يا عليّ! موت الفجأة راحة للمؤمن، وحسرة للكافر.
يا عليّ! أوحى الله تبارك وتعالى، إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.
يا عليّ! إن الدنيا لو عدلت عند الله تبارك وتعالى جناح بعوضة لما سقي الكافر منها شربة من ماء.
يا عليّ! شرّ الناس من اتهم الله في قضائه.
يا عليّ! أنين المؤمن تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله، يمشي في الناس وما عليه من ذنب.
يا عليّ! لو أهدي إلى كراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لقبلت.
يا عليّ! الإسلام عريان، ولباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شيء أساس، وأساس الإسلام محبتّنا أهل البيت.
يا عليّ! ليس على النساء جمعة ولا جماعة، ولا أذان ولا إقامة، ولا عيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولا هرولة بين الصفا والمروة، ولا استلام الحجر، ولا حلق، ولا تولّي القضاء، ولا تُستشار، ولا تذبح إلا عند الضرورة، ولا تجهز بالتلبية، ولا تقيم عند قبر، ولا تسمع الخطبة، ولا تتولّى التزويج بنفسها، ولا تخرج من بيت زوجها إلاّ بإذنه، فإن خرجت بغير إذنه لعنها الله وجبرائيل وميكائيل، ولا تعطي من بيت زوجها شيئاً إلا بإذنه، ولا تبيت وزوجها عليها ساخط وإن كان لها ظالماً.
يا عليّ! سوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة.
يا عليّ! إن كان الشؤم في شيء ففي لسان المرأة.
يا عليّ! نجا المُخِفّون.
يا عليّ! السواك من السّنّة، ومطهوةٌ للفم، ويجلو البصر، ويرضي الرحمن، ويبيّض الأسنان، ويذهب بالحفرة، ويشيد اللّثة، ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة.
يا عليّ! ما بعث الله عزّ وجل نبياً إلاّ وجعل ذرّيته من صلبه، وجعل ذريتي من صلبك، ولولاك ما كانت لي من ذريّة.
يا عليّ! إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام، ولا يعبد الأصنام، ولا يأكل ما ذبح على النصب، ويقول: أنا على دين أبي إبراهيم.
يا عليّ! ثلاثة من حلل الله: رجل زاره أخاه المؤمن في الله، فهو زَوْرُ الله، وحق على الله أن يكرم زوره، ويعطيه ما سأل، ورجل صلى، ثم عقب إلى الصلاة، فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه، والحاج والمعتمر، فهما وفد الله، وحق على الله أن يكرم وفده.
يا عليّ! ثلاث منجيات: تكف لسانك، وتبكي على خطيئتك، ويسعك بيتك.
يا عليّ! ينبغي أن تكون في المؤمن ثماني خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله عزّ وجل، ولا يظلم الأعداء، ولا يتحامل على الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة.
يا عليّ! أربع لا تُردّ بدعوة: دعوة إمام عادل، ووالد لولده، والرجل يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله عزّ وجل: (وعزتي وجلالي لأنتصرن لك ولو بعد حين).
يا عليّ! ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يُدع إليها، والمتأمّر على رب البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لم يُدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على من لم يسمع منه.
يا عليّ! صلة الرحم تزيد في العمر.
يا عليّ! اثنتا عشرة خصلة ينبغي للمسلم أن يتعلمها على المائدة: أربع منها فريضة، وأربع منها أدب. فأما الفريضة: فالمعرفة بما يأكل، والتسمية، والشكر، والرضا. وأما السنة: فالجلوس على الرجل اليسرى، والأكل بثلاث أصابع، وأن يأكل مما يليه، ومصّ الأصابع. وأما الأدب: فتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلة النظر في وجوه الناس، وغسل اليدين.
يا عليّ! كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتّات، والساحر، والديوث، وناكح المرأة حراماً في دبرها، وناكح البهيمة، ومن نكح ذات محرم، والساعي في الفتنة، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة فمات ولم يحج.
يا عليّ! لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس، أو عذار، أو وكار، أو ركاز.
يا عليّ! لا ينبغي للعاقل أن يكون ظاعناً إلا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم.
يا عليّ! ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم عمن جهل عليك.
يا عليّ! ثلاثة إن أنصفتهم ظلموك: السفلة، وأهلك، وخادمك.
يا عليّ! بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك.
يا عليّ! ثمانية لا يقبل منهم الصلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز زوجها عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون، والسكران، والزنين، وهو الذي يدافع للبول والغائط.
يا عليّ! أربع من كن فيه بنى الله له بيتاً في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه.
يا عليّ! ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حر من عبد، وعالم من جاهل، وقوي من ضعيف.
يا عليّ! ثلاثة لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه، وذكر الله عزّ وجل على كل حال، وهو(سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ولكن إذا ورد على ما يحرم عليه، خاف الله عزّ وجل عنده وتركه.
يا عليّ! ثلاث من لقي الله عزّ وجل بهن فهو من أفضل الناس: من أتى الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس، ومن ورع من محارم الله فهو من أورع الناس، ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس.
يا عليّ! ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصافك الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم.
يا عليّ! سبع من كنّ فيه فقد استكمل حقيقة الإيمان، وأبواب الجنّة مفتحة له: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاة ماله، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدّى النصيحة لأهل بيت نبيّه.
يا عليّ! لعن الله ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، ونائم في بيت وحده.
يا عليّ! ثلاث يتخوف منهن الجنون: التغوط بين القبور، والمشي في خفّ واحد، الرّجل ينام وحده.
يا عليّ! ثلاث من لم يكنّ فيه لم يتم عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجهّال.
يا عليّ! ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين الناس. وثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأتراك، ومجالسة الأغنياء، والحديث مع النساء.
يا عليّ! ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الإخوان، وتفطير الصائم، والتهجّد في آخر الليل.
يا عليّ! أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد، والحرص، والكبر.
يا عليّ! أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب الشقاء.
يا عليّ! ثلاث درجات، وثلاث كفّارات، وثلاث مهلكات، وثلاث منجيات. فأمّا الدّرجات: فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات. وأمّا الكفّارات: فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد بالليل والناس نيام. وأما المهلكات: فشحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأمّا المنجيات: فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغناء والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.
يا عليّ! تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة، والجبن، وسئور الفأرة، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة، والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد.
يا عليّ! العيش في ثلاث: دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قبّاء.
يا عليّ! ثلاث يزدن في الحفظ، ويذهبن البلغم: اللبان، والسواك، وقراءة القرآن.
يا عليّ! النّوم أربعة: نوم الأنبياء (عليهم السلام) على أقفيتهم، ونوم المؤمنين على إيمانهم، ونوم الكفار والمنافقين على أيسارهم، ونوم الشياطين على وجوههم.
يا عليّ! أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله عزّ وجل ويطاع أمره، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه، وفقر لا يجد صاحبه مداوياً، وجار سوء في دار مقام.
يا عليّ! ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو، وطلب العيد، وإتيان باب السلطان.
يا عليّ! إن عبد المطلب سنّ في الجاهلية خمس سنن؛ وأجراها الله عزّ وجل له في الإسلام: حرّم نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله عزّ وجل: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس وتصدق به، فأنزل الله عزّ وجل: (واعلموا أنّما غنمتم من شيء فأن لله خمسه)، ولما حفر بئر زمزم سمّاها سقاية الحاج فأنزل الله تبارك وتعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر)، وسنّ في القتل مائة من الإبل، فأجرى الله عزّ وجل ذلك في الإسلام، ولم يكن، ولم يكن للطواف عدد عند قريش، فسنّ لهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجرى الله سبحانه ذلك في الإسلام.
يا عليّ! أعجب الناس إيماناً، وأعظمهم يقيناً، قوم يكونون في آخر الزمان، لم يلحقوا النبي، وحجب عنهم الحجة، فآمنوا بسواد على بياض.
يا عليّ! لا تصلّ في جلد ما لا يشرب لبنه، ولا يؤكل لحمه، ولا تصلّ في ذات الجيش، ولا في ذات الصلاصل، ولا في ضجنان.
يا عليّ! كل من البيض ما اختلف طرفاه، ومن السمك ما كان له قشر، ومن الطير ما دفّ، واترك منه ما صفّ، وكل من طير الماء ما كانت له قانصة أو صيصية.
يا عليّ! كلّ ذي ناب من السباع، ومخلب من الطير، فحرام لا تأكله.
يا عليّ! لا يقتل والد بولده.
يا عليّ! لا يقبل الله دعاء قلب ساهٍ.
يا عليّ! ليس على زانٍ عقر، ولا حدّ في التعريض، ولا شفاعة في حدّ، ولا يمين في قطيعة رحم، ولا يمين لولد مع والده، ولا لامرأة مع زوجها، ولا لعبد مع مولاه، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا وصال في صيام، ولا تعرّب بعد هجرة.
يا عليّ! ركعتان يصليهما العالم، أفضل من ألف ركعة يصليها العابد.
يا عليّ! لا تصوم المرأة تطوعاً إلا بإذن زوجها، ولا يصوم العبد تطوعاً إلا بإذن مولاه، ولا يصوم الضيف تطوعاً إلا بإذن صاحبه.
يا عليّ! صوم يوم الفطر حرام، وصوم يوم الأضحى حرام، وصوم يوم الوصال حرام، وصوم الصمت حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام.
يا عليّ! في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا وثلاث منها في الآخرة. فأما التي في الدنيا: فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق. وأما التي في الآخرة: فسوء الحساب، وسخط الرحمن، والخلود في النار.
يا عليّ! من منع قيراطاً من زكاة ماله، فليس بمؤمن ولا بمسلم، ولا كرامة.
يا عليّ! الصدقة ترد القضاء الذي قد أبرم إبراماً.
يا عليّ! تارك الزكاة يسأل الله الرجعة إلى الدنيا، وذلك قول الله عز وجل: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون) الآية.
يا عليّ! تارك الحج وهو مستطيع كافر، يقول الله تبارك وتعالى: (ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).
يا عليّ! من سوّف الحجّ حتى يموت، بعثه الله عزّ وجل يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً.
يا عليّ! افتتح بالملح، واختتم بالملح، فإنه شفاء من اثنين وسبعين داء.
يا عليّ! لو قد قمت على المقام المحمود، لشفعت في أبي وعمي وأمي وأخ كان لي في الجاهلية.
يا عليّ! أنا ابن الذبيحين، أنا دعوة أبي إبراهيم.
يا عليّ! العقل ما اكتسب به الجنة، وطلب به رضى الرحمن.
يا عليّ! إن أول خلق خلقه الله عزّ وجل العقل فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، فقال: (وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، بك أؤاخذ، وبك أثيب، وبك أعاقب).
يا عليّ! لا صدقة وذو رحم محتاج.
يا عليّ! درهم في الخضاب، خير من ألف درهم ينفق في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من الأذنين، ويجلو البصر، ويليّن الخياشيم، ويطيّب النكهة، ويشدّ اللثة، ويذهب بالصنان، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة وطيب، ويستحي منه منكر ونكير، وهو براءة له في قبره.
يا عليّ! لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المنظر إلا مع الخبر، ولا في المال إلا مع الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع، ولا في الصدقة إلا مع النيّة، ولا في الحياء إلا مع الصمت، ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور.
يا عليّ! حرّم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والمذاكير، والمثانة، والنخاع، والغدد، والطحال، والمرارة.
يا عليّ! لا تماكس في أربعة أشياء: في شراء الأضحية، والكفن، والنسمة، والكرى إلى مكة.
يا عليّ! ألا أخبركم بأشبهكم بي خلقاً؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: أحسنكم خلقاً، وأعظمكم حلماً، وأبرّكم بقرابته، وأشدكم من نفسه إنصافاً.
يا عليّ! أمان لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا في السفن فقرأوا (بسم الله الرحمن الرحيم وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم).
يا عليّ! أمان لأمتي من السرق: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذلّ وكبّره تكبيراً).
يا عليّ! أمان لأمتي من الهدم: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً).
يا عليّ! أمان لأمتي من الهمّ: (لا حول ولا قوة إلا بالله لا ملجأ من الله إلا إليه).
يا عليّ! أمان لأمتي من الحرق: (إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حقّ قدره).
يا عليّ! من خاف السباع فليقرأ: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن أعرضوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم).
يا عليّ! من استصعبت عليه دابته، فليقرأ في أذنها اليمنى: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون).
يا عليّ! من كان في بطنه ماء أصفر فكتب على بطنه آية الكرسي، ويشربه فإنه يبرأ بإذن الله تعالى.
يا عليّ! من خاف ساحراً أو شيطاناً فليقرأ: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبّر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكّرون).
يا عليّ! حق الولد على والده: أن يحسن اسمه، وأدبه، ويضعه موضعاً صالحاً. وحقّ الوالد على ولده: أن لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس أمامه، ولا يدخل معه الحمام.
يا عليّ! ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية.
يا عليّ! لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما.
يا عليّ! يلزم الوالدين من عقوق ولدهما، ما يلزم الولد لهما من عقوقهما.
يا عليّ! رحم الله والدين حملا ولدهما على برّهما.
يا عليّ! من أحزن والديه فقد عقّهما.
يا عليّ! من اغتُيب عنده أخوه المسلم، واستطاع نصره فلم ينصره، خذله الله تعالى في الدنيا والآخرة.
يا عليّ! من كفى يتيماً في نفقته بماله، حتى يستغني، وجبت له الجنة البتة.
يا عليّ! من مسح يده على رأس يتيم ترحّماً، أعطاه الله عزّ وجل بكل شعرة نوراً يوم القيامة.
يا عليّ! لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله تعالى، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة مثل التفكّر.
يا عليّ! آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة العزّة, وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العلم الحسد.
يا عليّ! أربعة يذهبن ضياعاً: الأكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة إلى غير أهلها.
يا عليّ! من نسي الصلاة عليّ، فقد أخطأ طريق الجنة.
يا عليّ! إياك ونقرة الغراب، وفريسة الأسد.
يا عليّ! لأن أدخل يدي في فم التنين إلى المرفق، أحبّ إلي من أن أسأل من لم يكن ثم كان.
يا عليّ! إنّ أعتى الناس على الله عزّ وجل القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله عز وجل.
يا عليّ! تختم باليمين، فإنها فضيلة من الله عزّ وجل للمقربين. قال: بم أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه أول جبل أقر لله تعالى بالربوبية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالإمامة، ولشيعتك بالجنة، ولأعدائك بالنار.
يا عليّ! إن الله عزّ وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم اطّلع الثالثة فاختار الأئمة ولدك على رجال العالمين، ثم اطّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
يا عليّ! إنّي رأيت اسمك مقروناً باسمي في أربعة مواطن، فأنست بالنظر إليه: إنّي بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء، فوجدت على صخرتها: (لا إله إلا الله، محمّد رسول الله (صلّى الله علّيه وآله)، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره). فقلت لجبرائيل: من وزيري؟ فقال: علي بن أبي طالب. فلمّا انتهيت إلى سدرة المنتهى، وجدت مكتوباً عليها: (إنّي أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي، محمّد صفوتي من خلقي، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره). فقلت لجبرائيل: من وزيري؟ فقال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). فلمّا جاوزت سدرة المنتهى فانتهيت إلى عرش ربّ العالمين، جلّ جلاله، وجدت مكتوباً على قوائمه: (إنّي أنا الله، لا إله إلاّ أنا وحدي، محمّد حبيبي، أيّدته بوزيره ونصرته بوزيره). فلمّا رفعت رأسي وجدت على بطنان العرش مكتوباً: (إنّي أنا الله، لا إله إلا أنا وحدي، محمّد عبدي ورسولي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره).
يا عليّ! إن الله تبارك أعطاني سبع خصال: أنت أول من ينشقّ القبر عنه معي، وأنت أوّل من يقف على الصراط معي، وأنت أوّل من يكسى إذا كسيت، ويحيا إذا حييت، وأنت أول من يسكن معي في علّيّين، وأنت أوّل من يشرب معي من الرحيق المختوم، الذي ختامه مسك.
يا عليّ! إذا رأيت الهلال فكبّر ثلاثاً، وقل: (الحمد لله الذي خلقني وخلقك، وقدّرك منازل، وجعلك آيةً للعالمين).
يا عليّ! إذا نظرت في المرآة فكبّر ثلاثاً وقل: (اللهم كما حسّنت خلقي، فحسّن خلقي).
يا عليّ! إذا أثني عليك في وجهك فقل: (اللهم اجعلني خيراً ممّا يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون).
يا عليّ! لا تهتم لرزق غدٍ، فإنّ كلّ غد يأتي رزقه.
يا عليّ! إيّاك واللّجاجة، فإنّ أوّلها جهل، وآخرها ندامة.
يا عليّ! عليك بالسّواك، فإنّ السّواك مطهرةٌ للفم، ومرضاة للربّ، ومجلاة للعين، والخلال يحبّبك إلى الملائكة، والملائكة تتأذى بريح فم من لا يتخلّل بعد الطعام.
يا عليّ! ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك، وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنقل لكم هذا الموضوع من :
المصدر : كتاب : كلمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مؤلف الكتاب : الشهيد السيد حسن الشيرازي

هناك تعليق واحد:

  1. جهد رائع ومبارك ان شاء الله وانت تحاول ان تضع نصائح وارشادات رسول الله صلى الله عليه وآله بين يدي المؤمنين
    جزاك الله خير الجزاء و وفقك لكل خير
    ان شاء الله

    ردحذف