رغبة منا في أن يكون هذا الشهر الكريم، شهراً متميزاً بين الأشهر التي صمناها في السنوات الماضية، فإننا أحبنا أن نلخص ما هو المطلوب منا في هذا الشهر الفضيل، لتحقيق أرقى المكاسب، فإن من لا يتدارك ما بقي من الشهر، فإنه سيبتلى بالغبن الفاحش الذي لا تدارك له..!!
فإن الأيام تجرى بسرعة، ولا يكاد الإنسان يرى شيئاً متميزاً في حياته إلا أن تتداركه رحمة من الله تعالى..
وإليكم بعض ما نقترحه عليكم
1 ) أفضل الأعمال في هذا الشهر هو :
الورع عن محارم الله تعالى.. فلنحاول أن نستقصى الذنوب التي ندمن عليها طوال العام، فإن هذه فرصة نادرة للإقلاع عن كثير من السيئات المهلكة، فأجواء الشهر الكريم مؤاتية لجلب كل خير، ودفع كل شر..!!
2 ) من الممكن أن نخادع أنفسنا :
فإن طبيعة النفس لا تميل إلى السير الطويل في طريق الطاعة، فإنها ميالة إلى اللعب واللهو، مملوة بالغفلة والسهو - كما يصف ذلك إمامنا السجاد عليه السلام - وعليه فلنحاول أن نخادع أنفسنا، ونطلب منها المسايرة على الأقل في هذا الشهر الكريم.. ويا حبذا لو أكملناه أربعين يوماً - ولو بالاستعارة من شهر شوال - لنجعل هذه الأربعينية : فترة زمنية متميزة، تمثل أفضل فترة زمنية طوال نشاطنا في السنة.
3 ) كما أن لتجار الدنيا سنة جرد مالية :
فمن المناسب لطلاب الآخرة ونعيمها، أن يجعلوا هذا الشهر الكريم بداية سنة روحية.. فلنأخذ الآن ورقةً وقلماً، لنسجل فيها ما علينا وما لنا، ولنخطط لسنة جديدة خالية من المعاصي - إلا اللمم وما لم تكن بالاختيار - فإن هذا شعار يستبطن خير الدنيا والآخرة.
4 ) من موانع الفيض الإلهي في هذا الشهر :
- وخاصة في ليالي القدر - حالة الشحناء والبغضاء والتدابر وخاصة مع الأرحام.. فحاول أن تنظر إلى من حولك، وخاصة الوالدين وذوى الحقوق، لئلا يكون حولك قلب منكسر كنت سبباً في ذلك، فإن من كسر قلباً فعليه جبره..!!
5 ) ساعة الإفطار ساعة مباركة :
أكمل فيها الإنسان امتثال أمر إلهي ثمرته التقوى.. فبالغ في الدعاء وخاصة طلباً لفرج ولي أمرك فإن في ذلك فرجك أيضاً، ومن بعد ذلك غفران الذنوب.. ويا حبذا لو التزمت بأدعية الإفطار البليغة وخاصة هذا الدعاء الذي رُوي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " ما من عبد يصوم فيقول عند إفطاره : [ يا عظيم..!! يا عظيم..!! أنت إلهي لا إله غيرك، اغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم ] إلا خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه ".
6 ) لا تحاول أن تؤخر صلاة أول الوقت :
وخاصة عند المغرب، إلا إذا نازعتك نفسك إلى الطعام، أو كان قوم في الانتظار.. فإن إعطاء الروح حقها، خير من تقديم حظ البطن الذي يقيم صلبه لقيمات قليلة.
7 ) ليس من المناسب أبداً أن تستيقظ لطعام السحور :
ثم تخلد بعدها إلى النوم مباشرةً من دون وقفة ليلية مع رب العالمين.. فإن الله تعالى يحب المستغفرين في الأسحار، والتجليات الإلهية الخاصة لأوليائه في جوف الليل، لا يمكن أن تتكرر في باقي الأوقات، فإنه ساعة كسب المقام المحمود..!! والأغرب من ذلك أن لا يفوت العبد طعام سحوره، مفوتاً صلاة الفجر الواجبة، لتكون قضاءً كباقى أيام السنة.
8 ) للمؤمن ختمة واعية في شهر رمضان :
يحاول أن يستوعب على الأقل المعاني الظاهرية للآيات، ثم يحاول أن يعمل تفكيره لعله يعطى هبة متميزة في فهم القران الكريم.. أوليس من الجميل أن يفهم الإنسان مغزى خطاب من يحبه ويهواه ؟!!.. ولنكثر فى هذا الشهر قراءة التوحيد فى الساعات الضائعة من اليوم - وما أكثرها - فإن ثلاثاً منها تعادل ختمة القران، والآية في هذا الشهر تعادل ختمة القران.. أوهل تصورت التوالد العددي المذهل من هذا الحساب الواضح ؟!!..
9 ) حاول أن تعطى لأسحار الجمعة في شهر رمضان حقها :
فإنها من خير الساعات في العام كله.. أوهل تعلم معجوناً أكمل من ذلك حيث : الشهر الكريم، والليلة المباركة، وساعة انفتاح أبواب السماء.. ولكن كم نحن غافلون..!!؟
10 ) أن الاسترسال في مشاهدة الزخرف من وسائل الإعلام :
التي تكثر من أباطيلها هذه الأيام - بدعوى البرامج الرمضانية التي لا تمت إلى الشهر الكريم بصلة، بل تعاكسها في كثير من الحالات - من موجبات عقوبات عديدة، منها : السقم في البدن، والحريمة في الرزق، والقساوة للقلب، كما يفهم من روايات الدخول فيما لا يعنى.. وهل تتوقع سحراً متميزاً من ليل : أوله الغفلة والسهو، ووسطه المبالغة فى طلب اللذائذ ؟!!..
11 ) لا تتوقع ليلة قدر مميزة والحال أن ما سبقتها من الليالي :
كانت ليالٍ لا تفترق عن باقي ليالي السنة بما يعتد به.. فلا بد من الصعود التدريجي من بدايات الشهر، لتكون ليلة القدر قمة التألق، في مجال عقد الصفقات الكبرى مع رب العالمين، وقليل أهلها..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق