الأحد، 27 مايو 2012

منزلة الخطيب الحسيني يوم القيامة


         بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 

قـال احـد العـلمـاء العظام الذى عاد الى مسقط راسه توّا قادما من النجف الاشرف ، وكان مشتاقا الى حضور مجالس العزاء التى تعقد لسيد الشهداء الحسين بن على ( عليهما السّلام ) :
حـضـرت يـومـا مـجـلس عـزاء ، وكـان الحـاضـرون يـمـزحـون كـثـيـرا قـبـل انـعـقـاد المجلس . فماراق لى هذا الامر ، وكان الخطيب الحسينى اكثرهم مزاحا ، فمقتّه ، وقرّرت ان لا احضر هذا المـجـلس ابـدا . وفـى تـلك الليـلة رايـت حـلمـا ، وانّ القـيـامة قد حان موعدها ، والناس يعبرون الصراط جماعات جـمـاعـات ويـدخـلون الجـنـة . وحـيـنـمـا اردت عـبـور الصـراط رايـتـه بـشـكل لايمكننى المرور عليه باءىّ وجه من الوجوه . وفى هذا الاثناء رايت ذلك الخطيب الحسينى الدعّابة يطير من ذلك الجانب من الصراط الى هذا الجانب ، وينتقى بعض الناس ويطير به الى الجانب الا خر ، ويوصله الى الجنّة .


 فـتعلّقت باءذياله وقلت له :
ارجو ان تعبر بى الصراط .


 فحملنى جنبه فورا وعبر بى الصراط ، ووضعنى فـى ذلك الجـانـب ، ثـم التـفـت الى قـائلا :
انـظر الى تلك الجهة ، فهناك ابواب الجنّة . فنظرت الى الناحية التـى اشـار إ ليها فرايت ابوابا كثيرة للجنّة ، وكان يقف امام بعض الابواب جمّ غفير ، إ لاّ ان هناك بابا ما كان يقف عندها احد .


قال لى السيد :
ينبغى عليك ان تدخل الجنّة من ذلك الباب ؛ لانك عالم مجتهد . فنظرت الى الباب الذى اشـار إ ليـه فـرايـت صـفـّا طـويـلا مـن العـلمـاء ، وهـم وقـوف امـام بـاب مـغـلق يدخل من خلاله عالم واحد فقط كلّ عدّة ساعات .


قلت :
الا يمكننى دخول الجنّة من ذلك الباب المقفر ؟ قـال :
كـلاّ ، إ نّ ذلك البـاب يـخـتـصّ بـالحـسـيـن ( عـليـه السـّلام ) وبـخـطباء المنبر الحسينى ، فإ ن كنت خطيبا فساءدخلك منه .



قلت :
آسف ، فإ نّى ما حظيت بتلك المنزلة .


قال :
لاحيلة لك إ ذا ؛ إ ذ يجب عليك دخول الجنّة من ذلك الباب المزدحم .


قلت :
ارجوك لان تصنع لى معروفا .


فـكـّر مـليـّا ثـم قال :
تعال لنجلس هنا ، حاول ان تذكر مصيبة الحسين ( عليه السّلام ) وانا استمع إ ليك ؛ لكى ادخلك من ذلك الباب ، واخبر الحسين ( عليه السّلام ) باءنّك خطيب ! قـلت :
حـسـنـا . جـلسـنـا فـى زاويـة ، وشـرعـت بـذكـر مـقـتـل الحـسـيـن ، فـاءخـذ الرجل يتباكى .


واخيرا قال :
هيّا ندخل الجنّة من خلال هذا الباب . فاءخذ بيدى وادخلنى الجنّة .

وكـان الحـسـيـن ( عليه السّلام ) جالسا على اريكة وهو يضع امامه سجلاًّ كبيرا ، وكان يلاحظ اسماء الخطباء فى السجل فتقدّم إليه السيد قائلا :
جعلت فداك ياسيّدى ، جئتك هذه المرّة ايضا بخطيب ! التفت الحسين ( عليه السّلام ) إ لى فقال :
ما اسمك ؟


 قلت :
الشيخ رمضان على .


فـتـصـفّح ابو عبداللّه الحسين ( عليه السّلام ) السجل ، ثم رفع راسه ، والتفت الى السيد قائلا :
ليس لدينا خطيب بهذا الاسم قال السيد :
اقسم بك يا جدّاه انّه اسمعنى خطبته ، وإ نّنى استمعت إ ليه .


فتبسّم الحسين ( عليه السّلام ) وقال :
لاباءس ، إ نّه يدخل الجنّة بشفاعتك ! وآلا ذلك العالم على نفسه بعد رؤ ية الحلم ان يحضر مجالس العزاء مهما كلّف الامر ، ويصبح خطيبا ؛ لكى يكون فى عداد الخطباء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق